تراودهم الكوابيس.. تركيا تبيع اللاجئين الإيرانيين على أراضيها لنظام الملالي

لاجئون إيرانيون في تركيا

لاجئون إيرانيون في تركيا

أنقرة: «تركيا الآن»

تركيا ليست ملاذًا آمنًا للاجئين السياسيين، خاصة الإيرانيين، فبعد تكرار حوادث الاختطاف والقتل التي شهدتها البلاد ضد لاجئي إيران في تركيا، بدأ الإيرانيون المقيمون في الجمهورية التركية في البحث عن مأوى جديد.

وسلط تقرير للصيحفة الأمريكية «نيويورك تايمز» الضوء على رعب الإيرانيين الذين فروا من بلادهم، واتخذوا من تركيا مكانًا آمنًا لهم خوفًا من الاضطهاد.

فاطمة خوشرو  واريان

فاطمة خوشرو وأريان

 

وكشفت الإيرانية فاطمة خوشرو عن الممارسات البشعة التي تعرضت لها داخل السجون الإيرانية من تعذيب واعتداء جنسي، بسبب مشاركتها في احتجاجات ضد ارتفاع أسعار الوقود، حيث أصبحت تعيش مع خطيبها نيكولاس آريان في حالة من الرعب، ويفكران في مغادرة تركيا خشية أن تسلمهم سلطات أنقرة لطهران.

وقالت خوشرو، التي فرت من إيران بعد أن سُجنت وتعرضت للضرب لمشاركتها في احتجاج في الشارع ضد ارتفاع أسعار الوقود، «نحن خائفون حقًا، نذهب فقط إلى أقرب سوبر ماركت ونعود، هناك بعض الرجال الذين يغطون وجوههم ويدخلون المبنى ويقرعون بابنا».

يندرج أريان (51 عامًا)، أمريكي من أصل إيراني، هو الآخر ضمن هذه الفئة. حتى أنه اشترى منزلًا في تركيا على أمل العيش هناك مع خوشرو.

وأوضح أريان أنه اعتُقل وتعرض للتعذيب عندما كان يبلغ من العمر 19 عامًا ولجأ في النهاية إلى الولايات المتحدة في عام 2001. لكن عمل كمترجم فوري في العراق لصالح وزارة الدفاع منذ عام 2006، عندما كان الجيش الأمريكي يقاتل الميليشيات المدعومة من إيران، يقول إنه يتم تصنيفه على أنه عدو في نظر الحكومة الإيرانية.

وبعد اعتقال خوشرو (31 عامًا)، خلال زيارة لعائلتها في إيران العام الماضي، تعرضت للضرب والتهديد والاعتداء الجنسي خلال أكثر من 60 يومًا من السجن، على حد قولها.

وقالت خوشرو إنها أجبرت على خلع ملابسها وتهديدها بالاغتصاب إذا لم تتعاون. وأُجبرت على تسجيل اعتراف، ثم طُلب منها أن تنضم إلى آريان في تركيا، وأن تخدره وتوجه إليه عملاء إيرانيين حتى يتمكنوا من اختطافه.

لكنها منذ وصولها إلى تركيا، رفضت تنفيذ الأوامر وتعرضت لفيض من الإساءات في الرسائل النصية، ونصحها محاميها بتقديم طلب لجوء لها في أوروبا الغربية.

 

حبيب أسيود

حبيب أسيود

كان مسؤول تركي رفيع المستوى، قال الأسبوع الماضي، بخصوص المعارض الإيراني البارز، حبيب أسيود، الذي خُطِف وأُعيد قسراً من تركيا إلى إيران في أكتوبر، إن المحققين كشفوا أنه تم استدراجه من منزله في السويد إلى تركيا من قبل عملاء المخابرات الإيرانية، ثم خدروه وجرى تهريبه عبر الحدود من قبل مجموعة لتهريب المخدرات.

 

أرسلان رضائي

أرسلان رضائي

ناشط آخر، هو أرسلان رضائي، تعرض للطعن حتى الموت في إسطنبول في ديسمبر. على الرغم من عدم وضوح الجهة التي تقف وراء مقتله، يقول النشطاء إنهم عرفوا أنه كان يتلقى تهديدات من عملاء الحكومة الإيرانية.

يشعر النشطاء بالقلق بشكل خاص مما قد يحدث لإعادة المعارضين إلى إيران. فروح الله زم، الذي كان يدير قناة معارضة شعبية على مواقع التواصل الاجتماعي من منفاه في فرنسا، استدرج إلى العراق، وتم اختطافه وإعادته إلى إيران وإعدامه شنقًا في الشهر الماضي.

ووصف علي رضا ميريوسفي، الوزير ورئيس المكتب الإعلامي في البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة، فكرة أن الإيرانيين خائفون من حكومتهم بأنها «غير معقولة»، وقال إن مزاعم القتل خارج نطاق القضاء لا أساس لها من الصحة، لكن إيران طلبت بالفعل تسليم أشخاص أدانتهم محكمة إيرانية.

تركيا سعت في عهد الرئيس رجب طيب أردوغان للحفاظ على علاقات جيدة مع طهران، ولديها اتفاق تسليم مع إيران ورحلت الإيرانيين الذين عبروا الحدود بشكل غير قانوني أو ليس لديهم تصاريح إقامة.

 

محمد مساعد

محمد مساعد

من الأمثلة على ذلك صحفي إيراني قُبض عليه في شرق تركيا في 18 يناير بعد عبوره الحدود بشكل غير قانوني من إيران لتجنب السجن.

ودعت لجنة حماية الصحفيين ومقرها نيويورك، تركيا، إلى عدم ترحيل الصحفي محمد مساعد الذي فر من بلاده، وأكد مسؤول تركي رفيع أن مساعد احتُجز وأُدخل المستشفى بسبب صحته، وأنه عرّف عن نفسه بأنه صحفي وتقدم بطلب للحصول على الحماية الدولية واستبعد ترحيله.

 

سمية راموز

 

سمية راموز

سمية راموز (38 عامًا) ناشطة، مختبئة في تركيا بعد أن قالت إنها تلقت تهديدات من عملاء المخابرات الإيرانية.

مصففة الشعر من بلدة عبادان الجنوبية، كانت عضوًا في  مجموعة سرية تدعم عودة الملكية الدستورية في إيران التي نظمت احتجاجات في عام 2017، لكنها هربت إلى تركيا قبل 3 أشهر.

وأكد محاميها أنها احتُجزت العام الماضي في إيران لمدة 3 أشهر، وتعرضت لضرب مبرح أثناء الاستجواب، لدرجة أنها أصيبت في كبدها. ثم قالت إن أحد الحراس اعتدى عليها جنسيًا، وقالت «تراودني كوابيس ليلًا ونهارًا، أستيقظ أصرخ وحدي».

وأظهرت وثائق المحكمة أنه تم الإفراج عنها بكفالة في 31 يوليو. وقالت راموز إنها كانت تعيش في بلدة سامسون على الساحل الشمالي لتركيا، وقد تلقت تهديدات عبر الإنترنت وأخرى شخصية، وأنها سمعت أشخاصًا يتحدثون الفارسية خارج بابها وفي إحدى الليالي حاول شخص ما اقتحام شقتها :«كنت خائفة جدًا، أعتقد أنهم قد يطلقون النار عليّ».

ووصل الآلاف كلاجئين منذ الحملة ضد الاحتجاجات الديمقراطية في إيران في عام 2009. وقد سجلت منظمة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة ما يقرب من 40 ألف إيراني يسعون للحصول على الحماية الدولية في تركيا بحلول عام 2017. ومنذ ذلك الحين، تولت الحكومة التركية تسجيل المهاجرين الدوليين. وذكرت أن 1425 إيرانيًا طلبوا الحماية في تركيا العام الماضي.

شاركنا بتعليقك

تقع المسؤولية الأدبية والقانونية للتعليقات والمساهمات المنشورة على الموقع، على صاحبها، ولا تعبر بأى شكل من الأشكال عن رأى إدارة الموقع