بمشاركة 6 دول.. شركات تركية تروج لصناعاتها الدفاعية في أنقرة
«فتاوى للبيع».. تركيا تدعو إلى دين جديد

أردوغان
كتبت: أسماء علاء الدين
أثارت الفتاوى الصادرة مؤخرًا عن مجلس الشؤون الدينية التركي، والمجلس الأعلى للشؤون الدينية، ضجة في تركيا، لبعدها عن الدين الإسلامي، فضلًا عن اتهام وسائل إعلام محلية لتلك المؤسسات بتقاضي الأموال مقابل تلك الآراء المثيرة للجدل، وذلك بالتزامن مع شبهات بالفساد تحوم حول مؤسسة الشؤون الدينية «ديانت»، التي أنفقت خلال عامين 3559 ليرة على المشروبات الكحولية.
وفي التقرير التالي نرصد أغرب فتاوى المؤسسات الدينية التركية خلال عام 2021...
أكل الجمبري حرام شرعًا!
بدأت الفتاوى المثيرة للجدل، في 26 أغسطس 2021، عندما أصدر رئيس الشؤون الدينية «ديانت»، علي أرباش، فتوى تنص على أن أكل بلح البحر والجمبري والحبار والسلطعون حرام شرعًا، بقوله، «بلح البحر، والجمبري، والحبار، وسرطان البحر، والكركند، لا تصنف على أنها أسماك، لذا فهي ليست حلالاً للأكل».
واستندت الفتوى إلى تفسيرات منسوبة للمذهب الحنفي، تحرم أكل الجمبري وما شابهه، على الرغم من الاتفاق بين المذاهب الأربعة على جواز أكله، باعتباره نوعًا من أنواع الأسماك.
وبالرجوع إلى كتابات العلامة العيني الحنفي في «البناية شرح الهداية»، نجده يؤكد أن الجمبري من الأسماك، تحديدًا من القشريات، غير المحرم أكلها، ما يؤكد بعد المذهب الحنفي عن فتوى أرباش.
البوفيه المفتوح حلال شرعًا!
في الوقت الذي لا يجد فيه الشعب قوت يومه أو رغيف الخبز، قالت الشؤون الدينية إنه «من الحلال شراء أشياء متنوعة، وحلال شرعًا أكلها وشربها من البوفيهات المفتوحة في الفنادق، ولا يُعد هذا إهدارًا للطعام».
وأضافت: «ما دام الشخص منحه الله إمكانات مالية واسعة، فحلال له الشراء من البوفيهات المفتوحة في الفنادق، ما دام أن الأشياء التي يشتريها حلال أكلها وشربها شرعًا».
تأتي هذه الفتوى بالتزامن مع تنظيم «ديانت» بوفيهاً مفتوحاً في بيوت الضيافة التابعة لها بأنقرة وإسطنبول، حيث يبلغ ثمن الإفطار فيها 40 ليرة.
التحية «صباح الخير».. حرام
وفي استمرار للفتاوى المثيرة للجدل، قال رئيس الشؤون الدينية التركي، علي أرباش، إن التحية بصباح الخير أو مساء الخير تعود لزمن الجاهلية، وبالتالي فهي مخالفة لتعاليم الدين الإسلامي.
جاء ذلك في كتاب «يوميات رمضانية»، الذي ألفه أرباش، ويزعم فيه أن تلك التحيات ما هي إلا تشبيه بالعصور الجاهلية، وأضاف: «كذلك العبارات مثل (ليلة سعيدة) و(يوم سعيد)، كانت تستخدم للترحيب بالضيوف في عصر الجاهلية، يجب أن تكون التحية بـ(السلام عليكم) كما هي في الإسلام».
الزنا مع أخت الزوجة لا يبطل الزواج
الزواج لا يُبطل إذا زنى الزوج بأخت زوجته.. كانت هذه واحدة من فتاوى المجلس الأعلى للشؤون الدينية، حيث أثارت ضجة كبيرة في الوسط التركي، وتركت علامات استفهام لا يرد عليها بإجابات وحجج يتقبلها المواطن التركي.
وورد في كتاب «الفتاوى» الذي أعده المجلس الأعلى للشؤون الدينية في تركيا، أنه لا يبطل الزواج، في حال أقام الزوج علاقة جنسية مع أخت الزوجة.
واستندت الفتوى إلى أن الزنا مع أخت الزوجة لا يبطل أو يضر بالزواج، بذريعة أن تحريم الزواج من أخت الزوجة ليس أبديًا ولكنه مؤقت.
وفي أعقاب ذلك، هاجم زعيم المافيا التركية، سادات بكر، المجلس الأعلى للشؤون الدينية التركية، قائلًا، عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «لعنة الله على أولئك الذين يقولون إنك إذا مارست الجنس مع أخت زوجتك لا يبطل الزواج. سأبحث في أرشيف الشرائط، أعتقد أن هناك حتمًا أشياء خاصة بكم».
أسعار الفتاوى
ومن وحي الفتاوى المثيرة التي تصدرها المؤسسات الدينية التركية، جسد كاريكاتير الفساد الذي يسيطر على تلك المؤسسات، متهمًا رئيس الشؤون الدينية، علي أرباش، بإصدار فتاوى مدفوعة الأجر بتكليف من حكومة رجب طيب أردوغان.
ويظهر في الصورة الكاريكاترية أرباش حاملًا جوالًا من الأموال فوق ظهره، ويقول لمواطنه «هل تعرف سعر الفتوى الواحدة؟».

خمور و«سِبح»
وفي الوقت الذي تتصدر فيه تلك الفتاوى المثيرة للجدل تركيا، تحوم الشبهات حول إهدار «الشؤون الدينية» أموال الدولة، فضلًا عن التربح من بيع سجادات الصلاة والمسابح.
وقال الكاتب التركي، مصطفى بيلدرينجي، إن «الشؤون الدينية»، برئاسة علي أرباش، تشكو من عدم كفاية ميزانيتها البالغة مليارات الليرات، في حين أنها أنفقت 21 ألفاً و954 ليرة على الصالات الرياضية، و960 ألفاً و458 ليرة على المسارح والديكورات والأزياء، في 2020.
وأوضح أن إجمالي نفقات مؤسسة الشؤون الدينية التركية «ديانت» المالية في عام 2020، بلغت 10 مليارات و930 مليونًا و391 ليرة.
لكن كانت المفاجأة أن الشؤون الدينية أنفقت خلال عامين 3559 ليرة على المشروبات الكحولية. إذ أنفقت 1080 ليرة على المشروبات الكحولية خلال عام 2020، و2479 ليرة في عام 2019.
وأثار وقف «ديانت» أيضًا الشكوك حوله، ببيعه سجادات الصلاة والمسابح عبر موقعه الرسمي الإلكتروني، حيث تبلغ قيمة أرخص منتج على الموقع 1050 ليرة.
ويبيع وقف «ديانت» سجادات الصلاة مقابل 3500 ليرة، والمسبحة مقابل 2100 ليرة، فيما يبلغ سعر أرخص منتج يُباع على الموقع 1050 ليرة.


شاركنا بتعليقك
تقع المسؤولية الأدبية والقانونية للتعليقات والمساهمات المنشورة على الموقع، على صاحبها، ولا تعبر بأى شكل من الأشكال عن رأى إدارة الموقع