وثيقة: الإخوان المسلمون عرضوا الانضمام إلى الماسونية

حسن البنا

حسن البنا

كتب: خالد أبو هريرة

نشر موقع مركز ويلسون، وهو أرشيف رقمي لوثائق التاريخ الدولي التي رفعت عنها السرية، وثيقة بخط اليد أطلق عليها «تقرير غير معنون عن الماسونية والإخوان المسلمين» كتبت بتاريخ 12 مايو من العام 1949، من شأنها أن تلقي ضوءًا جديدًا على العلاقة التاريخية المحتملة التي جمعت الإخوان المسلمون بالماسونيين الأحرار في المشرق العربي.

في الوثيقة، التي هي عبارة عن خطاب أرسله ماسوني مجهول من بيروت إلى ماسوني آخر لا نعرف اسمه أيضًا، يشير المرسل إلى أن الشيخ أحمد يوسف حمود (1921 - 1998)، وهو شاعر لبناني معروف بميوله «الإسلامية»، ويفهم من الخطاب أنه كان ماسونيًا وفي نفس الوقت عضوًا في جماعة الإخوان المسلمين، دعا أنطوان كتفاكي، والذي تعرفه الوثيقة بـ«رئيس محفل (نور لبنان) التابع للمحفل الأكبر السوري اللبناني»، إلى إدخال أعداد كبيرة من أعضاء جماعة الإخوان في الشام إلى المحفل الماسوني، واعدًا إياه بأن يعمل الإخوان على زيادة نفوذ المحفل ورفع عوائده المالية في حالة قبوله. ولكن رئيس المحفل كتفاكي رفض طلب الشيخ حمود بصورة قاطعة، بل وحتى قرر حرمانه من متابعة نشاطاته في (نور لبنان).

وقد برر أنطوان كتفاكي موقفه الصارم برفضه محاولة الإخوان المسلمين استغلال المحفل الماسوني لأغراض الدعاية السياسية للجماعة في بيروت، مؤكدًا في حديثه مع كاتب الخطاب، خشيته من أن يؤدي دخول الإخوان إلى المحفل، إلى انجرار أعضاء الأخير إلى الأعمال الخارجة على القانون التي اشتهرت بها «الجماعة».

وكتفاكي يظهر هنا دقيقاً عندما يشير بالتحديد إلى «الفوضوية» التي مارسها الإخوان المسلمون في مصر خلال الفترة نفسها، وقاموا خلالها بأعمال التخريب الواسعة للممتلكات العامة، إضافة إلى اغتيالات الشخصيات المصرية الرسمية والحزبية، بل وحتى التصفية الجسدية لبعض أعضاء الجماعة أنفسهم.

وإلى نص الوثيقة:

«بيروت في 12/5/1949
رقم 67
علمت من أنطوان كتفاكي رئيس محفل (نور لبنان) التابع للمحفل الأكبر السوري اللبناني، أن الشيخ أحمد يوسف حمود - الذي ذكرت في تقرير سابق انتسابه للماسونية بواسطة هذا المحفل قابله وعرض عليه إدخال عدد كبير من جماعة (الإخوان المسلمون) في محفله لأنهم في هذه الحالة يقودون المحفل ويزيدون من نفوذه وإيراده، ولكنه رفض ذلك.
وقد فسر لي أنطوان كتفاكي نظريته هذه بقوله: (إن أحمد حمود يرغب من وراء ذلك أن يستغل الماسونية لهدف سياسي في سبيل خدمة الإخوان المسلمين) . ولكنه في هذه الحالة يريد أن يقوم بأعمال نراها نحن خارجة على القانون، وقد تؤدي إلى مسائل فوضوية كما حصل في مصر، لذا رفضت طلبه، كما اعتزم وضع العراقيل في سبيل عدم عودته هو (أي الشيخ حمود) إلى حضور جلسات محفلنا».

 

وثيقة 1
وثيقة 2
وثيقة 3
وثيقة 4

شاركنا بتعليقك

تقع المسؤولية الأدبية والقانونية للتعليقات والمساهمات المنشورة على الموقع، على صاحبها، ولا تعبر بأى شكل من الأشكال عن رأى إدارة الموقع