الأتراك يهجرون بلادهم.. 1400 طبيب يهربون من ظلم أردوغان في عام واحد

طبيبة تركية- أرشيفية

طبيبة تركية- أرشيفية

كتبت: هبة عبد الكريم

يبحث عدد كبير من الأطباء في تركيا عن فرص عمل أفضل خارج البلاد، عقب تدهور الاقتصاد وارتفاع التضخم مؤخرًا، وقالت «نيويورك تايمز» الأمريكية، إن انهيار العملة المحلية أمام الدولار الأميركي، أدى إلى خفض رواتب الأطباء إلى مستويات تقترب من الحد الأدنى للأجور، ما دفع الكثير للبحث عن فرص عمل خارج البلاد.

وتقول الصحيفة الأميركية إن رحيل الأطباء الأتراك عن البلاد يعد بمثابة «إدانة» للرئيس رجب طيب إردوغان، الذي حاول تلميع سمعته من خلال توسيع نطاق الرعاية الصحية الشاملة على مدار 18 عاما في السلطة، وكان ذلك أحد إنجازاته المميزة، لكن على أرض الواقع يشكو الأطباء من عبء العمل الطاحن، وتناقص عائدات عملهم، وفقدان احترام المهنة في عهد أردوغان، وزيادة العنف الجسدي من قبل مرضاهم.

وترك أكثر من 1400 طبيب تركي مناصبهم للعمل في الخارج العام الماضي، و4 آلاف على مدار العقد الماضي، وفقًا للجمعية الطبية التركية، وهي أكبر جمعية للمهنيين الطبيين في البلاد. وقال مسؤولون إن كثيرين آخرين يعدون طلباتهم وقد طلبوا شهادات سمعة طيبة من المنظمة.

وقال الدكتور فوركان كاجري كورال، 26 عامًا، وهو طبيب مبتدئ غادر تركيا بعد تخرجه بسنتين فقط «قبل 3 سنوات، كنت سأقول إن الراتب عادل، لكنه الآن ليس كذلك»، مضيفًا: «يعمل الأطباء في تركيا على مستوى من الاستعباد قياسًا بحجم العمل والمخاطر التي يتعرضون لها». ذهب كورال إلى ألمانيا، حيث وجد، بعد 11 شهرًا من تعلم اللغة، وظيفة طبيب مساعد في مدينة كيمنتس، ويستعد لإجراء اختبار معادلة يسمح له بالعمل.

وأكد الدكتور كورال إنه كان يشجع زملاءه وشقيقته التي تدرس الطب على أن يحذوا حذوه.

وفي ألمانيا، أسست شركة «إكين آي» لتعليم اللغة الألمانية للأطباء الأتراك منذ 5 سنوات. وقالت إن خُمس طلابها تزيد أعمارهم عن 40 عامًا، وبعضهم فوق الخمسين.

دوغان جان تشليك
دوغان جان تشليك

من جهته، يخطط الدكتور دوغان جان تشليك، 29 عامًا، الذي يعمل في مستشفى عام في إسطنبول، للمغادرة إلى بريطانيا للعمل هناك. وقال: «أحب بلدي، خاصة إسطنبول، لكن في السنوات الأربعة الماضية، تغير الأمر حقًا»، مرجعاً رغبته بالمغادرة إلى ساعات العمل الطويلة وتدني الأجور، مؤكدًا «عندما أرى أساتذتنا، أعتقد أنني لا أريد أن أكون في وضعهم؛ لأنه بعد 40 عامًا كأساتذة، يحصلون على رواتب منخفضة حقًا».

وعلى عكس الموجات السابقة من العمال الأتراك المتجهين إلى أوروبا، فإن أولئك الذين يهاجرون هذه الأيام ليس لديهم نية كبيرة للعودة ويغادرون لمنح أطفالهم فرصًا أفضل، طبقًا للصحيفة.

وقالت رئيسة الجمعية الطبية التركية، الدكتورة سيبنم كورور فينكانسي، «إن الرواتب ليست فقط هي التي تدفع العاملين في مجال الصحة للرحيل، بل تدني قيمة المهنة على مدى السنوات الماضية منذ بداية حكم حزب العدالة والتنمية».

وقالت إن جملة من القضايا الأخرى، بما في ذلك التمييز بين الجنسين والمحسوبية في الإدارة وزيادة الدعاوى القضائية ضد الممارسين الطبيين، جعلت الأطباء يفقدون الأمل.

وأردفت فينكانسي: «إنهم لا يعتقدون أن الوضع سيتغير. الأمر لا يتعلق فقط بالنظام الصحي، ولكن بالبيئة العامة».

وخلال العامين الماضيين، ارتفع العنف ضد المهنيين الطبيين بشكل حاد - غالباً في أقسام الطوارئ - في سياق الغضب الشعبي العام. وقدم أكثر من 13 ألف أخصائي صحي شكاوى بأنهم تعرضوا للعنف خلال العمل عام 2020، وفقا للجمعية الطبية التركية.

وقالت فينكانسي: «لأنهم غير سعداء في أماكن عملهم ومنازلهم، تتدهور القيم، ويزداد العنف».

شاركنا بتعليقك

تقع المسؤولية الأدبية والقانونية للتعليقات والمساهمات المنشورة على الموقع، على صاحبها، ولا تعبر بأى شكل من الأشكال عن رأى إدارة الموقع