إعلام أمريكي يكشف سر تقارب أردوغان مع الدول العربية.. ويحذر من 2023

أردوغان

أردوغان

كتبت: هبة عبد الكريم

تحت عنوان «انتهت حرب أردوغان مع الأنظمة الملكية العربية»، سلطت مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية، الضوء على السياسة التي يتبعها الرئيس التركي، مع ارتفاع التضخم إلى أعلى مستوياته في 20 عامًا، حيث لجأ إلى السياسة الخارجية للمساعدة في إخراج اقتصاده من التدهور.

وقال أيكان إردمير، العضو السابق في البرلمان التركي والمدير الأول لبرنامج تركيا في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات (معهد أبحاث مقره واشنطن)، إن «التحول في السياسة يهدف في المقام الأول إلى الفوز في الانتخابات المقبلة. أردوغان يأمل في أن يؤدي الانفراج في العلاقات مع دولة الإمارات إلى جذب رؤوس أموال إماراتية وأجنبية أخرى إلى تركيا في الفترة التي تسبق الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، المقررة في البلاد في عام 2023».

وفقدت الليرة التركية ما يقرب من نصف قيمتها، بينما قفز التضخم إلى 54 % في فبراير، وارتفعت البطالة إلى نسبة مذهلة، إذ بلغت 11.2 % في أواخر عام 2021، لذا يحتاج أردوغان بشدة إلى تهدئة شعبه الغاضب قبل الذهاب لصناديق الاقتراع. ولتجديد خزائن الدولة فهو بحاجة إلى استثمارات عاجلة.

وبعد زيارته إلى تركيا، أواخر العام الماضي، تعهد ولي عهد أبوظبي، محمد بن زايد آل نهيان، بضخ استثمارات بقيمة 10 مليارات دولار، وصفقة مبادلة بالعملات المحلية بقيمة 5 مليارات دولار، لدعم العملة الأجنبية المتناقصة في تركيا. وعلى الرغم من العداء بين تركيا والعديد من دول الخليج العربي، ساهمت المنطقة بنسبة 7 % من الاستثمار الأجنبي المباشر في تركيا، مقارنة بنسبة 8 % من جانب الاقتصاد الأمريكي الأكبر بكثير.

وقال ريان بوهل، محلل الشرق الأوسط وأفريقيا في شركة «RANE»، المتخصصة في تقييم المخاطر، «هذا يعني أن تركيا ستكون أكثر واقعية. ومع ذلك، فإن العلاقات الاقتصادية القوية لن تترجم إلى حلول لأي من النزاعات الإقليمية. قد يشجعون فقط على مزيد من ضبط النفس وتجنب التصعيد. إنه لا ينهي كل الخصومات التي لا تزال موجودة في أماكن مثل سوريا ومصر وليبيا، خصوصًا مع استمرار دعم أردوغان للإسلاميين السياسيين».

ويواصل أردوغان تمويل انتشار الإسلام السياسي من خلال مديرية الشؤون الدينية ومؤسسة «ديانات»، وهي مؤسسة عامة بميزانية سنوية تبلغ مليار ليرة تركية.

وجرى تكليف مؤسسة ديانات ببناء المساجد والمدارس الدينية في الدول الأجنبية بهدف الترويج للإسلام السياسي، إذ نشطت في ما يقرب من 150 دولة ولديها أكثر من ألف فرع داخل تركيا. وفي عام 2020، مولت أكثر من 8000 طالب ومنظمات مختلفة في العديد من البلدان في إطار برامج مختلفة. 

وأكد إردمير أن «جهود أردوغان للترويج للإسلام السياسي عالميًا من خلال مديرية الشؤون الدينية ومختلف وكالات المساعدة الحكومية وشبه الحكومية في تركيا تستمر، إذا خرج منتصرًا من انتخابات عام 2023، فمن المرجح أنه سيعود لمتابعة أجندة شكلها الإسلام السياسي».

شاركنا بتعليقك

تقع المسؤولية الأدبية والقانونية للتعليقات والمساهمات المنشورة على الموقع، على صاحبها، ولا تعبر بأى شكل من الأشكال عن رأى إدارة الموقع