بمشاركة 6 دول.. شركات تركية تروج لصناعاتها الدفاعية في أنقرة
كورونا بوابة أردوغان للعودة إلى السودان.. مخطط بسط نفوذ أنقرة على الخرطوم

أنقرة والسودان
تحاول الحكومة التركية برئاسة رجب طيب أردوغان، بسط نفوذها مرة أخرى على دولة السودان، خاصة بعد الجفاء والتباعد اللذين شهدته علاقات البلدين في أعقاب خلع الرئيس السوداني عمر البشير، الذي كان على علاقة جيدة بحكومة أنقرة.
ويستغل النظام التركي بقيادة أردوغان، جائحة «كوفيد 19» أو انتشار فيروس كورونا، لفتح قنوات حوار وتواصل مع أعضاء المجلس العسكري الذين حلوا محل البشير، والوزراء، وكبار المسؤولين في الحكومة المؤقتة التي تم تشكيلها لاحقًا.
الحكومة التركية بدأت تستخدم سلاح فيروس كورونا بشكل جيد من أجل تقديم تنازلات، وعمل دعاية جديدة لها مع بعض البلدان، على رأسها الصين وروسيا. فأرسلت المساعدات واللوازم الطبية إلى بعض البلدان بحجة مساعدتها في منع تفشي فيروس كورونا المستجد، وتعد السودان من البلاد التي وضعتها تركيا هدفًا لها لإعادة بسط أيديها عليها مرة أخرى.
حسب ما نشرته صحيفة «The Arab Weekly»، مقرها لندن، فإن أنقرة تحاول استغلال أزمة تفشي فيروس كورونا المستجد في سبيل إحياء أنشطتها مرة أخرى في السودان. ولهذا فإن الطريق الذي تسلكه تركيا الآن في سياستها الخارجية هو استخدام وكالة التعاون والتنسيق الدولية التركية «تيكا» التي تحول لها الحكومة التركية أموالًا ضخمة، وتمتلك أكثر من 30 فرعًا في القارة الإفريقية، وبلا شك تتواجد في السودان.
ووفقًا لتقارير حديثة في وسائل الإعلام التركية، يقدم مركز تدريب «تيكا» في السودان مساهمات مهمة في مكافحة وباء فيروس كورونا في الخرطوم، وينتج المركز التابع لوزارة الثقافة والسياحة الأقنعة الطبية للعاملين بقطاع الصحة بالسودان.
وأكد خبراء سودانيون أن تركيا تسعى لتكثيف مساعدتها الإنسانية في المناطق الحساسة بالسودان، على رأسها إقليم دارفور، وبهذه الطريقة تزيل الشكوك حولها، فيما يتعلق بتعاونها مع إدارة البشير في الماضي، مشيرين إلى أن تركيا تتوقع أن ترد السودان على هذا التعاون بالمثل.
ويحاول السفير التركي لدى الخرطوم عرفان نظير أوغلو، إنشاء علاقات مع مسئولين رفيعي المستوى بالسودان.
وقال نظير أوغلو، خلال اجتماعه مع وزير التجارة والصناعة السوداني مدني عباس مدني، خلال يناير الماضي، إن بلاده مستعدة لتقديم المساعدات الاقتصادية للسودان لمساعدتها في التخلص من أزماتها الاقتصادية.
وجاء لقاء نظير أوغلو مع زعيم حركة «الإصلاح» السودانية غازي صلاح الدين، ليمهد الطريق نحو التعليقات التي أكدت أن تركيا تسعى للعب دور مزدوج بالسودان.
وتعمل تركيا على تلبية احتياجات مياه الشرب في المنطقة السودانية، خاصة في شمال إقليم دارفور من خلال فتح آبار للمياه. كما تسعى من ناحية أخرى لدعم النظام الصحي بالسودان.
وحسب خبراء سودانيين، فإن منظمات الإغاثة القطرية نشطة للغاية في منطقة دارفور، وفي المناطق التي تشهد حالة تفاعل من الميشلشيات السودانية.
ويتهم الخبراء السودانيون تركيا باستخدام «تيكا» أداة ضمن جدولها السياسي، وأنها تستخدمها في سبيل تحقيق أهدافها المحلية بالوصول إلى العناصر المحلية. ولكن الحكومة السودانية المؤقتة تحاول غض الطرف عما تفعله تركيا بسبب الأزمة الاقتصادية التي تحاول الخروج منها وبسبب مواجهتها لفيروس كورونا المستجد.
ويقول الخبير السياسي السوداني عبدالمنعم أبو إدريس، إن أنشطة مؤسسة «تيكا» هي أهم الطرق التي تستخدمها الحكومة التركية بقوة لإظهار وجودها في إقليك دارفور، وتشكيل بعض القوى لتكون تحت سيطرتها في المنطقة.
وأكد أبو إدريس أن الاتفاقيات الموقعة سابقًا بين الرئيس رجب طيب أردوغان والبشير تشير إلى منح المؤسسة التركية دورًا أكبر في المساعدات الإنسانية. يذكر أن تركيا ألغت العديد من المشروعات لها بالسودان عقب عزل البشير.
ويمتلك رجل الأعمال السوداني وعضو تنظيم الإخوان المسلمين عبد الحي يوسف صاحب قناة تلفزيونية تدعى «طيبة» (TIBA)، وهي مستمرة في بثها من داخل تركيا.
وقال الخبير الأمني راشد محمد، إنه من الخطير جدًا السماح لتركيا باتباع استراتيجية القوى الناعمة في أفريقيا من خلال مؤسسة «تيكا»، مؤكدًا أن تلك المؤسسة هدفها هو دعم وتقوية المنظمات الإسلامية، خاصة في السودان والصومال.
وأكد محمد أن هذا النوع من الأنشطة الإنسانية لتركيا هو طريقة لتطبيق أجندتها السياسية، وبهذا الشكل هو يخلق بيئة اقتصادية قوية لكل من قطر وتركيا.
وعلى الرغم من أن السودان لا يسمح بشكل رسمي لمؤسسة «تيكا» بالقيام بأنشطتها إلا أن هذه المؤسسة تجعل لنفسها شعبية، وتساعدها المنظمات الإسلامية السودانية في تقويتها وزيادة أنشطتها.
شاركنا بتعليقك
تقع المسؤولية الأدبية والقانونية للتعليقات والمساهمات المنشورة على الموقع، على صاحبها، ولا تعبر بأى شكل من الأشكال عن رأى إدارة الموقع