بمشاركة 6 دول.. شركات تركية تروج لصناعاتها الدفاعية في أنقرة
في حوار لتركيا الآن.. صحفي معارض: أردوغان تحايل على الجميع لدعم خلوصي أكار

جوهري جوفان
حاورته: أسماء ربيع
فتح الصحفي التركي المعارض جوهر جوفان، العديد من الملفات الشائكة في السياسة التركية، وكشف عن أسباب إطاحة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بقائد الجيش الثاني ذكائي أكساكلي، كما كشف عن طبيعة العلاقة بين الرئيس ووزير الدفاع التركي خلوصي أكار، وعلاقتها بمخططات أردوغان للسيطرة على الجيش.
«تركيا الآن» حاور جوهري جوفان، الذي يعمل حاليًا بجريدة «بولد ميديا» المعارضة للنظام التركي، بعد أن هرب إلى ألمانيا، في أعقاب محاولة الانقلاب المزعومة في 15 يوليو 2016، وأفصح خلال الحوار عن تفاصيل مطاردة السلطات التركية له وللعديد من الصحفيين بسبب انتقاد الرئيس وحزب العدالة والتنمية الحاكم. وإلى نص الحوار:
ما هو دور وزير الدفاع التركي خلوصي آكار ليلة إنقلاب 15 يوليو؟
لقد كان خلوصي أكار قبل انقلاب 15 يوليو رئيسًا لأركان الجيش التركي. ولكن ازداد دوره بعد الانقلاب سواء لصالح الحكومة أو لصالح السياسة التركية، فمن الطبيعي إذا نجح الانقلاب يصبح رئيس هيئة الأركان رئيسًا للدولة، وإذا فشل يدفع ثمن فعلته، وفي عهد أكار فشل الانقلاب الذي كان يشوبه الشك في كثير من المسؤولين، ولكن المثير للدهشة هو أن خلوصي أكار تمت ترقيته، لذلك كان من المثير للدهشة هو ترقي خلوصي أكار وزيادة دوره الحكومي والسياسي في ظل الاعتقالات التي يشهدها الجيش التركي في حزب العدالة والتنمية.
وبالطبع توجد الكثير من إشارات خلوصي أكار بعد انقلاب 15 يوليو، خصوصًا بعد إعراب الكثير من المسؤولين الذين تتم محاكمتهم ويحملون رتبة رئيس أركان حرب، عن رغبتهم في إخضاع خلوصي أكار للمحكمة والتحقيق معه بشأن انقلاب 15 يوليو، إلا أن المحكمة لم تستدع خلوصي أكار أبدًا أو تطلب سماع إفادته، خصوصًا أن كثيرًا من أركان الحرب حكم عليهم بالمؤبد.
لذلك كان الاستماع إلى إفادة خلوصي أكار مهمة لأقصى درجة، ولكن بطريقة أو بأخرى تم إخراج خلوصي أكار من المحكمة وهذا شيء مناف للقانون التركي. وبخلاف ذلك شكل البرلمان التركي لجنة كانت مهمتها الكشف عن أحداث ليلة انقلاب 15 يوليو، ولكن على الرغم من إصرار الأحزاب المعارضة، لم يتم التحقيق مع خلوصي ورئيس المخابرات هاكان فدان. أي أنهما لم يأتيا إلى البرلمان التركي أصلًا كي يتم محاسبتهم على أي شيء خاص بالانقلاب، لذلك فإن دور خلوصي أكار الخاص بانقلاب 15 يوليو غامض للغاية، ومثلما تفعل الدولة لإخفاء هذه النقطة السوداء أمام القانون والبرلمان؛ فإن خلوصي أكار أيضا يفعل الشيء نفسه.
فقد تم اعتقال الصحفيين الذين قالوا بوقوع مسؤولي القوات المسلحة في فخ، كما رفع خلوصي أكار على هؤلاء الصحفيين قضايا خطيرة. والآن كما يحمي أردوغان خلوصي أكار ويزيد من دوره فإنه يحمي هاكان فدان كذلك.
قلت إن خلوصي أكار أصبح القوة الوحيدة بالجيش عقب انتهاء اجتماع مجلس الشورى العسكري؛ هل تعتقد أن صدور قرار بتقاعد بعض الجنرالات يمثل نصرًا له؟
بالطبع هو انتصار واضح وصريح له. فبعد الانقلاب عقد مجلس الشورى العسكري 4 اجتماعات، واحد منهم كان بعد المحاولة مباشرة. وخلال الفترة التالية لذلك الاجتماع تمت تصفية أكثر من نصف هيئة الأركان العامة، رغم أنه حتى الاجتماع الثالث كانت القوات المسلحة التركية قد بدأت حالة من استعادة الاستقرار، ولكن في الاجتماع الرابع الذي عقد خلال هذا العام يمكننا القول إن خلوصي أكار فعل ما أراده.
وقام خلوصي أكار في تلك اللحظات الحرجة بتعيين كل القادة العاملين المرتبطين به، وقام بترقية الجنرالات إلى مراتب أعلى. والآن نرى تحقق كل ما قاله، إضافة إلى أنه أصبح القوة الوحيدة داخل القوات المسلحة التركية. وهذا وضعه في السياسة التقليدية. فهو رئيس الأركان العامة وشخص مؤثر وفعال في مؤسسة القوات المسلحة التركية، ولكن دوره تغير عندما تحول إلى الناحية السياسية مع كونه وزيرًا للدفاع.
في العادة، فإن دور وزير للدفاع هو دور أضعف قليلًا بتركيا، حيث يؤمن العلاقة بين السياسة والقوات المسلحة، ولكن خلوصي أكار لم يكن كذلك. فخلوصي أكار ما زال يرى نفسه مسؤولا برئاسة الأركان وكرجل عسكري. وتم تشكيل تنسيق عسكري يفوق رئيس هيئة الأركان العامة، والآن بكونه وزيرًا للدفاع، بالإضافة إلى وظيفة التنسيق العسكري، فهو يدير بالفعل القوات المسلحة التركية، وهناك بعض الصعوبات التي يواجهها في ذلك لكنه تخلص من الجنرالات المناوئين وقام بتصفيتهم في اجتماعات مجلس الشورى العسكري، لهذا فإن خلوصي أكار هو شخص مهم للغاية داخل القوات المسحلة التركية الآن.
كيف حال العلاقة بين أردوغان وخلوصي أكار؟
لقد بدأت العلاقة بين أردوغان وخلوصي أكار حينما كان الأخير قائدًا للقوات البرية، وحينما أصبح رئيسًا للأركان توطدت العلاقة بينهما لأقصى درجة. حتى أنهما واجها الكثير من الانتقادات حينما شهد خلوصي أكار على عقد قران ابنة أردوغان؛ فليس من الطبيعي أن تكون العلاقة بين السياسيين والجيش متوطدة. ولكن أكار لديه الكثير من العلاقات الوطيدة مع رؤساء الجمهورية والوزراء والكثيرين غيرهم، ومع ذلك تحولت علاقته بأردوغان إلى مصير قدري بعد انقلاب 15 يوليو.
والآن نجد أن القيادات الذين لا يعلمون أي شيء عن الانقلاب إما مزجوج بهم بالسجن، وإما مقتولون أو في وضع حرج، وإما أنهم يعملون مع الحكومة ويفضلون الصمت، والآن أهم شخص من الصامتين هؤلاء هو خلوصي أكار، وبالطبع صمته هذا مفيد لمصلحة رجب طيب أردوغان.
إن خلوصي وأردوغان هما شخصان مجبوران على العمل معا طوال حياتهم، وطالما يتواجد أردوغان في الحكم سنرى ازدياد نفوذ خلوصي أكار السياسي.
في رأيك، من أطاح بذكائي أكساكالي، أردوغان أم خلوصي أكار؟
لقد لاح ذكائي أكساكالي أمامنا «كبطل» بعد انقلاب 15 يوليو. وكما تعرفون، بدأت تركيا على الفور، بعد 15 يوليو عملية عسكرية في سوريا؟ كان الجنرال سميح ترزي - الذي لقى حتفه - ضد خطط النظام التركي للتدخل في سوريا. كانت بيده تسجيلات، وكان هناك صراع ضد دخول تركيا سوريا ولكن ذكائي أكساكالي عرض حينها سياسة ترجح كفة الحكومة وبين علامة تنصيص أخذ دور «البطل».
أصبح أكساكالي يشغل حيزًا كبيرًا من أخبار وسائل التواصل الاجتماعي، ولكن في فترة قصيرة أصبح دوره غير فعال. فبينما كان يجب أن يرتقي إلى مرتبة أعلى باعتباره قائد القوات الخاصة، عُين في وظيفة أقل. وكان هذا على يد خلوصي أكار.
هناك طابع لدى خلوصي أكار في القوات المسلحة التركية، وهو أنه لا يسمح لأحد خصوصًا في المجال السياسي أن يظهر بهذا القدر في وسائل التواصل الاجتماعي. فهذه التصرفات لا تناسب العسكريين، ولكن كان ذكائي أكساكالي من هذا النوع. كانت له علاقة بالسياسيين ووسائل التواصل الاجتماعي. وهذا جعله غير فعال.
لقد أحال خلوصي أكار ذكائي أكساكالي على المعاش في اجتماع مجلس الشورى العسكري الأعلى. وفي نفس الوقت أحال أيضًا عميد أول إسماعيل تمل. وهنا نرى قوة خلوصي أكار. حيث يقول الآن إنه المدير الوحيد للقوات المسلحة التركية. وبهذا الشكل يفتح لنفسه طريقًا جديدة، حيث يعمل على تصفية قادة الانقلاب واحدًا واحدًا. فمن ناحية يقود خلوصي أكار القوات المسلحة التركية، ومن ناحية أخرى لا يريد أن يكون أي شخص كانت له علاقة بالحكومة في القوات المسلحة.
حسناً؛ باعتبارك صحفياً اضطررت إلى مغادرة تركيا، وأنت لست وحدك في تلك الوضعية. هناك الكثير من الصحفيين يعانون نفس الأمر؟ بالنسبة لك، لماذا يضطر الصحفيون إلى مغادرة تركيا؟ ولماذا توجد هناك عداوة بين أردوغان والصحفيين؟
توجد هناك جرائم كثيرة لنظام أردوغان منها الفساد، وانتهاك حقوق الإنسان، وإرسال العديد من شحنات الأسلحة إلى خارج البلاد بطرق غير قانونية، لقد ارتكبوا فساداً كبيراً وجرائم كثيرة في العديد من المجالات، لكن هناك عقبات كثيرة وجدية أمام فضح ذلك في العلن وإيضاحه أمام الناس.
القضاء غير مستقل ويرضخ تحت سيطرة رجب طيب أردوغان بشكل كامل، ويجري اعتقال القضاة ووكلاء النيابات. يوجد في تركيا ما يزيد عن ألفي قاضٍ رهن الاعتقال، المحامون أيضاً يجري اعتقالهم. عندئذ، لذلك فإن القوة الوحيدة التي يمكنها توجيه الانتقادات إلى إدارة رجب طيب أردوغان وجرائمها هي الإعلام. لذا يجري السيطرة على تلك القوة شيئاً فشيء من قبل أردوغان.
في البداية، يعطي أردوغان المناقصات الحكومية إلى رجال الأعمال الأغنياء، ثم يجبرهم على شراء المؤسسات الإعلامية. فتتخذ المؤسسات حينها موقفاً داعماً لأردوغان. بما يعني أن أردوغان يجري تغييراً في رؤساء المؤسسات الإعلامية، وبعد ذلك؛ يتجهون إلى ممارسة القمع والضغوط على الصحف المستقلة.
إنهم يصعبون الأمور اقتصادياً على تلك الصحف من خلال قضايا التعويضات. لكنهم بعد ذلك يبدأون في اتباع نهج الاعتقالات والوضع تحت المراقبة، فبعد الانقلاب المزعوم في 15 يوليو؛ وُقِّعت عقوبات قاسية بالسجن على الصحفيين تصل إلى 5 و10 و15 و20 عاماً وبدأت تلك الوتيرة. توجد مخاوف لدى إدارة رجب طيب أردوغان. حقيقة توجد لديهم مخاوف من انفضاح أمرهم في قضايا الفساد، وانتهاك حقوق الإنسان والجرائم الدولية.
إنهم لا يريدون أن يتناول الصحفيون تلك الأشياء. ولهذا السبب أيضاً يمارسون القمع بحق الصحفيين. في تلك الآونة أيضاً؛ جرى إحالة مشروع قانون إلى مجلس الأمة التركي الكبير يتعلق بوسائل التواصل الاجتماعي. يكفل مشروع القانون هذا للحكومة إغلاق الكثير من قنوات التواصل الاجتماعي مثل «يوتيوب» و«تويتر» و«فيسبوك» و«واتساب». الآن، هناك العديد من الصحفيين المستقلين الذين تركوا تركيا. وما يحدث هذا هو طريقة لمنعنا نحن، أقصد الصحفيين الذين يمكننا الحديث، من الوصول إلى الشعب. رجب طيب أردوغان يريد تكميم أفواهنا، لكننا سنواصل جهودنا من أجل الوصول إلى أبناء الشعب وإخبار الحقيقة إلى تركيا والعالم بأسره.
كما نرى هناك معارضة في تركيا مثل «حزب الشعب الجمهوري»، و«حزب الشعوب الديمقراطي» ومثلهم من الأحزاب الأخرى بالنسبة إليك؛ هل تلك المعارضة حقيقية بالفعل؟
إن أفضل شيء يحدث لرجب طيب أردوغان في تركيا هو عدم وجود معارضة حتى الآن، توجد معارضة كلاسيكية تقليدية يمثلها حزب المعارضة «حزب الشعب الجمهوري». في الماضي، كان يقوم لسنوات عديدة بمعارضة تتكئ على العلمانية ومعارضة إقحام الدين. كان يقوم بمعارضة مريحة للنظام، وكانت معارضته غير مؤثرة بنسبة كبيرة على كتل وفئات الشعب. هذا هو نمط المعارضة الذي يريده رجب طيب أردوغان من ناحية الاستقطاب، وتلك حالة ووضعية تمنع ظهور معارضة حقيقية في تركيا، حتى وصلنا إلى انتخابات 7 يونيو 2015 التي خسر فيها رجب طيب أردوغان الأغلبية المطلقة وظهر أمامنا زعيم سياسي حقيقي هو صلاح الدين دميرتاش. شعر أردوغان بهذا الخطر. فقام باعتقال صلاح الدين دميرتاش وحبسه.
شاركنا بتعليقك
تقع المسؤولية الأدبية والقانونية للتعليقات والمساهمات المنشورة على الموقع، على صاحبها، ولا تعبر بأى شكل من الأشكال عن رأى إدارة الموقع