بمشاركة 6 دول.. شركات تركية تروج لصناعاتها الدفاعية في أنقرة
أحمد رفعت يكتب: الليبيون ومواجهة أردوغان!

أحمد رفعت
لا يتوقف - ولن يتوقف - أردوغان عن إثارة المشاكل والأزمات قبل أن يثير الجدل في كل يوم وكل مرة يتحدث فيها!! آخر الأزمات في أذربيحان التي زارها قبل ثلاثة أيام وفيها تحدث أردوغان للصحافيين في مؤتمر صحافي عقب انتهاء الزيارة وفي المؤتمر قلب الدنيا في ليبيا التي لا شأن لشعبها ولا لحكومتها بالزيارة أصلًا، حيث قال وفق ما نقلته أغلب وسائل الإعلام في العالم ومنها «روسيا اليوم»، التي نقلت حرفيًا: «أن تركيا وأذربيجان من خلال الهيكل المشترك القائم، يمكنهما العمل في قطاع الهيدروكربونات في تركيا أو ليبيا أو دول أخرى ويمكنهما أيضًا التشارك في أعمال تكرير النفط»!
أردوغان جاءته الفرصة لتصحيح خطأه السابق بالتحدث نيابة عن ليبيا وكأنه حاكم لها من خلال سؤال عما إذا كانت ستكون هناك شراكة في مجال الغاز الطبيعي والتنقيب عن النفط واستخراجهما مع أذربيجان في البحر الأسود أو مناطق أخرى، مستشهداً بالشراكة القائمة مع أذربيجان في خطي أنابيب TANAP»» وTAP»» لنقل الغاز الطبيعي الأذربيجاني إلى تركيا وأوروبا، لكنه يعود ويكرر الخطأ نفسه ويقول حرفيًا: «على سبيل المثال لدينا هيكل متعلق بالبترول التركي في الوقت الحالي... وبهذا الهيكل يمكننا اتخاذ مثل هذه الخطوة في ليبيا مع صديقنا العزيز إلهام علييف»!!
أردوغان يقول ذلك بعد أيام من زيارة مسؤولين أتراك كبار منهم وزيرا الدفاع والخارجية ورئيس المخابرات إلى ليبيا دون إخطار أو سابق إنذار أو تنسيق حتى مع الحكومة الليبية ولا سلطات الطيران المدني هناك لمجرد اتخاذ الإجراءات الفنية المتعلقة بالطيران، ولا أي شيء من القواعد المتفق عليها في الزيارات الرسمية حتى لو كانت خاطفة بل وهبطت طائرة المسؤولين السابقين في قاعدة تركية!! لم يكن بها مسؤول ليبي واحد!! بل تم إبعاد الليبيين العاملين بالقاعدة إلى خارجها بما يؤكد عمدية السلوك للتركي، وبما يؤكد تعامل تركيا في ليبيا بسلوك المحتل وكأنها جزء من الأراضي التركية!!
نقول: وقبل أن يهدأ الأمر عقب الواقعة المذكورة يتحدث أردوغان نيابة عن ليبيا ومستقبلها واتفاقياتها وكأنه رئيس لها وكأنها ولاية تركية!
العالم كله يتحدث عن ضرورة سحب أي قوات أجنبية من ليبيا وسحب المرتزقة الأجانب وتسليم الميليشيات لأسلحتها، باعتبار أن أي ميليشيا هي بالضرورة خارجة عن القانون وعن الشرعية، وكذلك العالم كله يعلم أن القوات الأجنبية في ليبيا هي قوات تركية في الأساس، كما أن المرتزقة الأجانب جلبتهم تركيا، وهي من سلحتهم ودربتهم!! ومع ذلك تتعامل تركيا ويتعامل أردوغان مع الموضوع بأذن من طين وأخرى من عجين!
لكن اعتقادنا أن التعامل على المكشوف أفضل كثيرًا حتى يكون العالم أمام مسؤولياته وتكون الحكومة الليبية أمام مسؤولياتها، والأهم من كل ذلك: أن يكون الشعب الليبي الشقيق - المعني أساسًا بما يجري - أمام مسؤولياته.
شاركنا بتعليقك
تقع المسؤولية الأدبية والقانونية للتعليقات والمساهمات المنشورة على الموقع، على صاحبها، ولا تعبر بأى شكل من الأشكال عن رأى إدارة الموقع