أحمد رفعت يكتب: أردوغان... يعظ!

أحمد رفعت

أحمد رفعت

يستطيع أردوغان أن يدهشك كلما تكلم وهو الوحيد في العالم تقريباً الذي قد يدهشك إذا لم يتكلم أيضاً!!

... كحاو يجيد اللعب في أماكن اللهو... كلاعب سيرك محترف أو متخصص في الألعاب السحرية وخفة اليد... لكنه لا يريد أن يدرك أنه يلعب أيضاً أمام حواة محترفين يعرفون كل صغيرة وكبيرة يفعلها أردوغان بما لا يجعل ألعابه تنطلي عليهم... فأردوغان الذي يربك العالم كله وليس منطقتنا فحسب يقول حرفيًا: «دون تركيا سيكون من الصعب على حلف الناتو الحفاظ على قوته!! أردوغان الذي يجري خلفه الحلف في صراعات لا علاقة له بها من الصراع الأرميني الأذربيجاني إلى التدخل المفضوح في ليبيا إلى العدوان على السيادة العراقية، باختطاف الشريط الحدودي مع البلد العربي الشقيق، فضلًا عن الاحتلال الصريح لسوريا الشقيقة هو من ينتقد حلف «الأطلنطي» بل ويضيف: بغير تركيا لن يحافظ الحلف على بقائه... تركيا تنفذ التزاماتها أمام الحلف بالكامل، وهي تعترف بأهمية بقاء الناتو رغم أنها وجدت نفسها متروكة لوحدها في وقت كانت فيه في أمس الحاجة إلى دعم!!

أردوغان... صاحب صفقة الـ«إس 400» مع روسيا التي أربكت حسابات الولايات المتحدة والحلف كله يقول: «الحلف في الصراعات الإقليمية من العراق إلى سوريا ومن فلسطين إلى ليبيا فشل في إظهار قوة إرادته المتوقعة منه»!!!

وأردوغان التي بحثت الولايات المتحدة ذات يوم عن سحب قوات الحلف من قاعدة «إنجرليك» الموجودة بتركيا بسبب تهديد أردوغان نفسه لمقومات الحزب ومعايير الأمن والالتزام به، فضلًا عن دعمه المؤكد لقوي الإرهاب واتهامه بقمع معارضيه وتطارده اتهامات من منظمات حقوقية عديدة تتهمه بالتنكيل بعشرات من الصحافيين والقضاة وضباط الجيش وضباط الشرطة، وعذبهم وأهانهم وسحلهم على الهواء مباشرة من ميليشيا حزبه الحاكم أو من قوات تابعة له داخل المؤسستين (الجيش والشرطة) وألقاهم داخل السجون التركية ثم قام بجرات قلم سهله - بالنسبة له - بفصل الآلاف بل وعشرات الألوف من المهنيين من مدرسين ومحاسبين وكافة المهن بالجهاز الإداري التركي... أردوغان الذي فعل كل ذلك يقول أيضًا: «إن أنقرة أكدت مجددًا أثناء قمة الحلف في بروكسل أن المقولة التي تميز بين إرهابيين أشرار وإرهابيين طيبين مقولة خاطئة وننتظر مساهمة أقوى وأكثر إخلاصًا في محاربة أنشطة حزب العمال الكردستاني على الحدود الجنوبية لبلاده»!!

يبدو أردوغان في كثير من الأحيان مدهشًا كما قلنا... لكنه يبدو أيضًا كمن يعيش خارج الزمن... خارج التاريخ والجغرافيا معًا!!

شاركنا بتعليقك

تقع المسؤولية الأدبية والقانونية للتعليقات والمساهمات المنشورة على الموقع، على صاحبها، ولا تعبر بأى شكل من الأشكال عن رأى إدارة الموقع