أحمد رفعت يكتب: وجه أردوغان الحقيقي!

أحمد رفعت

أحمد رفعت

يوم الجمعة الماضي، ذهب أردوغان إلى مدينة صقاريا لافتتاح أحد المصانع الحربية... تحولت زيارات أردوغان المحلية إلى فرصة لمعرفة التوجهات الخارجية لتركيا من خلال تصريحاته... لم يتكلم هذه المرة عن أذربيجان وحدها... ولا عن سوريا فقط... ولا عن ليبيا فحسب... إنما هذه المرة تحدث عن هذه الدول جميعها بتدخلاته فيها كلها وفي تصريح واحد!

على ذات المساحة وطوال الأسابيع الماضية حاولنا في رسالة من المقالات أن نقول إن مشروعًا تركيًّا في المنطقة لن يتغير... لأنه ببساطة بنيت عليه شرعية الحكم ذاتها وقلنا - فيما قلنا - أن بناء أو استعادة الإمبراطورية التركية هدف لكافة التيارات السياسية التركية، وهو القاسم المشترك الأعظم لها جميعاً بما فيها وبما فيهم من يختلف مع أردوغان حتى أن أحمد داود - مثلًا - أحد المخططين الكبار للسياسة التركية منذ تولي حزب العدالة والتنمية التركي السلطة هناك... وذلك تقدمًا وتقهقرًا فهو أيضًا صاحب نظرية «صفر مشاكل» التي طرحها عندما أوصلت سياسات أردوغان تركيا إلى طريق مسدود ولا يستثني من أمر حلم الدولة التركية إلا الأكراد لسبب بسيط جداً، وهو حلمهم بدولة تخص قوميتهم هم أيضًا «الدولة الكوردية» - يفضلون كتابتها هكذا «الكوردية» - الكبرى!

أردوغان قال في تصريحات الجمعة: «تركيا موجودة في ليبيا وأذربيجان وسوريا وشرق المتوسط وستبقى».

وأضاف: «سننتزع حقوقنا المشروعة وسنقوم بأعمال التنقيب في كافة بحارنا، لا سيما شرق المتوسط ومحيط قبرص»!

أردوغان يتحدث كأن لا توجد هذه الدول وكأنها ولايات تتبعه وكأنها ليست دول لها سيادة وشعوب وبرلمانات بل وحكام!! ولا نعرف أي جرأة بل أي تبجح أوصله لهذه الحالة، وكأنه لا وجود للمجتمع الدولي ذاته وكله!!

ويتحدث عن «بحارنا» وليس «مياهنا»، ثم يقولها صريحة «حول قبرص»!!!! وليس حول تركيا!!!

وزير خارجيتنا سامح شكري في ٢٦ يونيو (حزيران) الماضي، أي قبل أسبوع تقريبًا، قالها صريحة في تصريحات تلفزيونية، «المباحثات المصرية التركية في الوقت الحالي قد توقفت»! وأنه لا توجد وفود مصرية ستذهب إلى تركيا لاستئناف المباحثات في الوقت الراهن... بل ولا يوجد حتى أي موعد محدد لاستئناف اللقاءات الاستكشافية بين الطرفين! شكري هو أيضًا قالها صريحة، وأكد أن تواجد قوات عسكرية تركية في ليبيا غير شرعي وخصوصا أن وجودها استند على اتفاقيات مع حكومة الوفاق التي لا تمتلك شرعية إبرام مثل هذه الاتفاقيات! فضلاً عن وجود إجماع دولي على خروج كافة القوات الأجنبية من الأراضي الليبية والتركية في مقدمتها طبعًا!

إلى أين يذهب أردوغان بالمنطقة؟! الأيام ستجيب...

شاركنا بتعليقك

تقع المسؤولية الأدبية والقانونية للتعليقات والمساهمات المنشورة على الموقع، على صاحبها، ولا تعبر بأى شكل من الأشكال عن رأى إدارة الموقع