«روس يرقصون ومقاطع فيديو من ليبيا وبيروت»: أكاذيب حرب أوكرانيا (1)

أفراد من الشرطة الأوكرانية في كييف

أفراد من الشرطة الأوكرانية في كييف

كتب: خالد أبو هريرة

امرأة أوكرانية محطم وجهها جراء القصف الروسي الوحشي.. وأوكرانيون يهرولون في العاصمة كييف هربًا من صواريخ موسكو الفتاكة.. رئيس أوكرانيا يحتسي الشاي رفقة جنوده، لتحفيزهم على القتال والدفاع عن الوطن الأم أمام الغزاة.. والغزاة أنفسهم يرقصون في محطة القطار على أغنية كاتيوشا قبل السفر لاجتياح أوكرانيا، واسترداد الإمبراطورية السوفيتية المغدورة.. طائرة روسية تهرب بمهارة مذهلة من كل صواريخ الدفاع الأوكراني التي تنطلق ضدها من الأرض دون توقف.. وطيار أوكراني مجهول، يحلق وحده في سماء وطنه، يصطاد مقاتلات العدو دون توقف، وكأنه من دنيا الأبطال الخوارق..

كانت هذه بعض تفصيلات الصور ومقاطع الفيديو التي انتشرت بكثافة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في الرابع والعشرين من فبراير المنصرم، وتبين بعد التحقق في أصلها أنها جميعًا مزيفة، لا ترتبط بالحرب الدائرة الآن في البلد الشرق أوروبي بأي حال. ولا تخرج عن كونها دعايات بيضاء وسوداء تقترن بأي حرب، يستخدمها الطرف الأقوى لقتل معنويات خصومه، ويستعين بها الطرف الأضعف لبعث الأمل في أفراده، أو خلق المظلومية أمام العالم.

في التقرير التالي، يتتبع «تركيا الآن» بعض تلك الصور والمقاطع المضللة في الحرب الأوكرانية، بالاعتماد على التقارير المكتوبة والمصورة التي أطلقتها وحدات التحقق في بعض المواقع الإخبارية العالمية، على غرار موقع بي بي سي BBC ودويتشه فيله Deutsche Welle DW.

 

رقص الجنود الروس

قبيل بدء الغزو الروسي لأوكرانيا بسويعات، انتشر مقطع فيديو لجنود روس من الذكور والإناث، وهم يرقصون على أغنية سوفيتية قديمة في ما يظهر على أنه محطة لقطار الأنفاق. وبعد التحقق من الفيديو، تبين أنه مقطع قديم يعود إلى العام 2018، ولا علاقة للجيش الروسي به أصلًا. أما الجنود الراقصون في المقطع المشار إليه، فكانوا في الحقيقة من الفرقة العسكرية الموسيقية للجيش الأوزبكي، وقد تفاعلوا مع الأغنية أثناء تواجدهم في محطة المترو بمدينة طشقند، عاصمة أوزباكستان.

فانتوم في أوكرانيا؟!

في بداية الحرب بأوكرانيا أيضًا، انتشرت مقاطع لمقاتلات تحلق في سماء أوكرانيا، قيل إنها تابعة لسلاح الجو الروسي. ولكن وحدة التحقق في BBC أكدت أن الطائرات في المقطع من طراز F-16 Fighting Falcon أمريكية الصنع. وبينما لا يستخدم الجيش الأوكراني تلك الطائرة ضمن عتاده، فإن روسيا بالطبع لا تمتلكها أيضًا.

فانتوم

 

كما يظهر في مقطع ثان ما قيل إنهم مجموعات من المظليين الروس، وهم يهبطون بالقرب من مدينة خاركيف الأوكرانية. ولكن وحدة التحقق في BBC أكدت أن المقطع قديم، أذيع على الإنترنت باللغة الروسية لأول مرة في العام 2016.

مظليون روس

 

مقطع من ليبيا

هناك كذلك مقطع فيديو لإسقاط طائرة روسية في سماء أوكرانيا، واتضح أن المقطع يعود إلى العام 2011، وصور في ليبيا، أثناء إسقاط المتمردين لمقاتلة تابعة للجيش النظامي الليبي.

إسقاط مقاتلة

 

قصف مبان سكنية

انتشر بكثافة مقطع فيديو يظهر قصف المقاتلات الروسية للمباني السكنية في مدينة ماريوبول جنوب شرق أوكرانيا. وشارك المقطع السفير الأوكراني السابق لدى الولايات المتحدة الأمريكية، فولوديمير يلتشينكو. ولكن ظهر أن هذا المقطع نفسه، كان قد عرض في أواخر يناير الفائت، عبر موقع TikTok. والتعليق على الفيديو باللغة الروسية، لا يشير إلى عمل عسكري، وإنما إلى انفجار نتيجة صاعقة ضربت محطة كهرباء.

قصف مباني سكنية

 

علم روسيا فوق خاركيف

مقطع آخر انتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لجنود روس يرفعون علم روسيا فوق مبنى البلدية في مدينة خاركيف الأوكرانية. وتبين أن المقطع قديم، يعود إلى العام 2014، الذي أطيح فيه بالحكومة الأوكرانية الموالية لموسكو، وردت الأخيرة على ذلك بضم شبه جزيرة القرم، وفصل لوغانسك ودونيتسك عن أوكرانيا.

علم روسيا في خاركيف

 

مرفأ بيروت

وربما كان أكثر المقاطع المضللة طرافة، ذاك الذي انتشر عبر إحدى الحسابات باللغة الصينية في موقع تويتر، حيث يظهر انفجار مرفأ بيروت المأساوي في أغسطس من العام 2020، باعتباره إحدى الضربات الصاروخية التي وجهتها روسيا لأوكرانيا.

مرفأ بيروت

شاركنا بتعليقك

تقع المسؤولية الأدبية والقانونية للتعليقات والمساهمات المنشورة على الموقع، على صاحبها، ولا تعبر بأى شكل من الأشكال عن رأى إدارة الموقع