بمشاركة 6 دول.. شركات تركية تروج لصناعاتها الدفاعية في أنقرة
هل تعلن القارة العجوز توبتها عن الحرب؟

هل تعلن القارة العجوز توبتها عن الحرب
يعيد التاريخ نفسه في كثير من الأحيان، اجتمع قادة وحكومات الاتحاد الأوروبي في مدينة فرساي الفرنسية، لمناقشة الغزو الروسي لأوكرانيا وتداعياته، في 10 مارس الجاري، وهو ما يعيد للأذهان اجتماعًا مشابهًا في نفس المدينة قبل نحو قرن من الزمان في 28 يونيو 1919 حيث تم توقيع «صلح فرساي» بين الحلفاء وألمانيا وإنهاء الحرب العالمية الأولى.. وما أشبه اليوم بالبارحة حيث تحتشد أوروبا الآن بقيادة فرنسا في مواجهة الرئيس الروسي يلاديمير بوتين، كما احتشدت ضد هيتلر قبل 100 عام.
أكد الاتحاد الأوروبي خلال اجتماع 10 مارس أن العالم يعيش «أجواءً أكثر سوادًا» منذ الحرب العالمية الثانية، فيما فرض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حزمة عقوبات ضد روسيا، وصفتها رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بأنها "الأقسى على الإطلاق.
وبشأن ملف الطاقة شديد الحساسية، الذي يقيد بالتأكيد حرية التحرك الأوروبي ضد موسكو التي تغذي أوروبا بالوقود، أعلن اجتماع فرساي عدم مقاطعة الغاز الروسي دفعة واحدة، ولكن سيتم العمل على تقليص الاعتماد «تدريجيًا».
ولكن الموقف الأوروبي الآن يختلف تمامًا عما كان عليه في زمن هيتلر، حيث إن الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي «الناتو» يصران حتى الآن على عدم الانخراط في أي عملية عسكرية في أوكرانيا، كما ترفض دول الاتحاد فرض منطقة حظر طيران جوي في أوكرانيا، على الرغم من ضغوط الرئيس الأوكراني، فولودير زيلينسكي، على دول أوروبية بالإقدام على تلك الخطوة التي قالت عنها الإدارة الأمريكية إنها ستتسبب في اندلاع «حرب عالمية ثالثة».
المستشار الألماني، أولاف شولتز، أكد بشان فرض الحظر الجوي خلال حديث مع القناة الثانية بالتلفزيون الألماني 4 مارس الجاري، وقال: «إن هذا الأمر من شأنه أن يسبب تصعيدًا مأساويًا في الوضع الصعب في أوكرانيا، وهو ما سيترتب عليه مخاطر كبرى. ولهذا السبب، فإن فعل ذلك الآن لن يكون من قبيل السياسة المسؤولة».
وصرح أمين عام حلف الناتو، ينس ستولتنبرغ، بوضوح بأن الحلف لا ينوي دخول حرب مع روسيا، وأن قرارفرض حظر جوي في أوكرانيا «قد يؤدي إلى نتائج لا تحمد عقباها وقد يؤدي لحرب واسعة النطاق في أوروبا ويفاقم المعاناة»
ويبدو أن الغزو الروسي الذي شنه بوتين على أوكرانيا كشف نقص القدرات العسكرية لأوروبا، بعدما خفضت الدول ال27ـ الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ميزانياتها العسكرية بشكل كبير منذ انتهاء الحرب الباردة.
وهو ما أدركه زيلينسكي مؤخرًا عندما صرح في 8 مارس في فيديو بثه عبر إنستجرام بأن «الناتو يخشى مواجهة روسيا» ولا حاجة لبلاده في الانضمام للحلف، مؤكدًا أن الغرب لم يفِ بوعوده تجاه أوكرانيا.
يستمر الدعم الأوروبي لأوكرانيا «على استحياء» ولكن مع تجنب المواجهة المباشرة مع روسيا، وكأن أوروبا لاقت من ويلات الحرب ما يكفي ولم تعد أوروبا تنجر وراء لغة القوة الأمريكية في الحديث عن حرب عالمية ثالثة التي سماها الرئيس بايدن في 26 فبراير بأنها ستكون «الحل البديل» في قضية أوكرانيا إذا لم تفلح العقوبات على روسيا. تلك الحرب التي وصفها وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف بأنها ستكون «نووية ومدمرة»
شاركنا بتعليقك
تقع المسؤولية الأدبية والقانونية للتعليقات والمساهمات المنشورة على الموقع، على صاحبها، ولا تعبر بأى شكل من الأشكال عن رأى إدارة الموقع