الكل يرحب وأنقرة تعيق

حسن مدن

حسن مدن

وصف الاتحاد الأوروبي المبادرة التي أعلنها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بشأن النزاع في ليبيا ب«الإيجابية»، مؤكداً أنه لا بديل عن حل سياسي شامل كما جاء في مؤتمر برلين، فيما رحبت المستشارة الألمانية، إنجيلا ميركل، بالمبادرة في اتصال هاتفي مع الرئيس المصري. واعتبرت ميركل «إعلان القاهرة» بمثابة امتداد لمسار مؤتمر برلين من خلال إضافة عناصر وأبعاد جديدة فعالة إلى العملية السياسية الليبية.

بدورها، قالت وزارة الخارجية الروسية، إن مبادرة السلام المصرية الجديدة يجب أن تكون المنتدى الرئيسي لتقرير مستقبل البلاد، واصفة المقترحات التي طرحتها القاهرة بأنها شاملة، ويمكنها أن تصبح أساساً لمفاوضات طال انتظارها بين الطرفين المتناحرين في ليبيا.

حتى الولايات المتحدة التي يزعم أردوغان أنه تفاهم مع رئيسها حول الوضع في ليبيا، أكد مجلس الأمن القومي فيها أنه يأمل أن تؤدى مبادرة السلام المصرية بشأن ليبيا إلى وقف إطلاق النار وانسحاب القوات الأجنبية وعودة المفاوضات السياسية التي تقودها الأمم المتحدة.

وبعد يوم واحد من إطلاق المبادرة المصرية، ذكرت الأمم المتحدة أن دعوات استئناف المحادثات لإنهاء الصراع في ليبيا مشجعة للغاية، وقالت بعثة الدعم التابعة للأمم المتحدة في ليبيا إن القتال من أجل السيطرة «أثبت دون أدنى شك أن أي حرب بين الليبيين هي حرب خاسرة».

على الصعيد العربي، أيدت دولة الإمارات المبادرة المصرية على لسان وزير الدولة للشؤون الخارجية د.أنور قرقاش الذي قال إنّ المبادرة المصرية تسهم في تعزيز «الزخم العربي والدولي لوقف النار الفوري، وانسحاب القوات الأجنبية، والعودة إلى المسار السياسي، وأنه «لا يمكن إعادة عقارب الزمن إلى قرنٍ خلا عبر التدخل العسكري المفتوح وتجاهل الإرادة الدولية الداعمة للحل السياسي».

ومن الجزائر قال الوزير المستشار للاتصال الناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، محند أوسعيد بلعيد، إن الجزائر ترحب بالمبادرة الأخيرة لمصر لوقف إطلاق النار في ليبيا، وبكل مبادرة من شأنها كف الدماء، فيما دعا الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى وضع خريطة طريق واضحة المعالم وملزمة للطرفين تشمل تثبيت الهدنة والكف عن تزويد الأطراف الليبية بالسلاح لإبعاد شبح الحرب عن كل المنطقة».

وحدها أنقرة، ووكلاؤها في طرابلس الذين عملت وتعمل على تمكينهم عسكرياً في الأراضي الليبية بالدعم العسكري المباشر وبإرسال المرتزقة، من اتخذوا موقفاً معارضاً للمبادرة المصرية، لمعرفتهم بأنها تعيد لليبيا استقرارها ووحدتها، وتحبط المشروع التركي في ليبيا، الذي يريد استخدام حكومة السرّاج جسراً للهيمنة على ليبيا وثرواتها. 

 

د. حسن مدن - نقلا عن "الخليج"

شاركنا بتعليقك

تقع المسؤولية الأدبية والقانونية للتعليقات والمساهمات المنشورة على الموقع، على صاحبها، ولا تعبر بأى شكل من الأشكال عن رأى إدارة الموقع